Translate

الأحد، 12 مايو 2013

بقلم الشيخ بهاء الدين سلام

ويل لجسد بلا رأس..؟!

دعونا أيها السادة نناقش الأمر بشيء من الهدوء والموضوعية والواقعية...؟!؟
فإن ما تشهده الساحة الإسلامية السنية في لبنان في هذه الأيام سابقة خطيرة لم نشهد مثيلا لها في التاريخ منذ دخول الإسلام إلى لبنان، لا من حيث الشكل ولا من حيث المضامين ولا من حيث كمّ التعديات ولا من حيث مستوى الخطاب الذي بات سائدا في ساحتنا؟!؟
وبالتالي انكسرت تلك الصورة النقية الصافية البيضاء التي كانت على الدوام صفة للدعاة والمشايخ في لبنان، وأصبح كل مواطن (محقا كان أو مخطئا) يتجرأ بالقول على الدعاة وعلى المرجعيات حتى اختفت مكانتها وبهتت حرمة العلم الذي تحمله وأصبحت موضوعا إعلاميا رائجا يقول فيه من يشاء ما يشاء كيفما يشاء دون حسيب أورقيب..؟!؟
إذن ... نستنتج مما سبق أننا نعيش في عهد تنفيذ خطة ممنهجة لتشويه سمعة وصورة ومكانة ودور الدعاة... على أيدي بعض (المستشيخين) الذين ما كانوا يحلمون بالدخول إلى الساحة الدعوية لولا قبول مفتي الجمهورية لهم وتكليفهم بمهام دعوية بصفة رسمية..؟!؟
ومع مرور الأيام تحولت دار الفتوى إلى دار للمتناقضات والمتضادات التي لا تخدم مصلحة المسلمين ولا ترعى شؤونهم ولا تؤمن أمورهم الدعوية.. خاصة بعد احتلالها من قبل «معمّمين» اشتهروا بتجارة المواقف «فشيطنوا» كل ناصح.. و«أبلسوا» كل مخلص.. واتخذوا لأنفسهم مناصب الريادة فشكلوا بطانة سوء.. لم يسبق لسوئها مثيل...؟!؟
وترافقا مع هذا الاحتلال المقصود... شهدت دار الفتوى بكل مؤسساتها شبه انهيار كامل لكل النشاطات والفعاليات والخدمات التي كانت تقدمها للمسلمين على مستوى الخدمات وعلى مستوى الوعظ وعلى مستوى المتابعة وعلى مستوى التنمية الوقفية وعلى غيرها من المستويات التي هي مطالبة بها، فابتعد الناس عنها.. وهجروا مناصرتها، وتوقفوا عن دعمها، وكفروا بمرجعيتها، وانقلبت الثقة بها إلى الشك، والقبول لها  إلى رفض، والتواصل معها إلى انقطاع ..؟!؟  
ومن هنا وبناء على كل ما سبق.. 
أصبحت قرارات مفتي الجمهورية اليوم تتناقض جملة وتفصيلا مع مصالح المسلمين العليا...؟!
وتعييناته لأشخاص هنا أو هناك تقابل برفض إسلامي شبه إجماعي..؟!؟
وتكليفاته لبعض المعممين (المعروف هدفهم وغايتهم) بأداء الخطابة أو إلقاء الدروس أو تمثيله في بعض المناسبات تتعارض مع كل الأصول...؟!؟
والتصاريح والخطب التي يلقيها خلال عدد من النشاطات يتصف بالاستفزازية الواضحة والصريحة بل ووصلت إلى مرحلة التخوين المباشرة والاتهام الصريح..؟!؟
وكذلك تمسكه الغريب بشخصانية الرأي وأحادية القرار ورفضه المريب لسماع النصيحة، جعل الكل يفرّون من الدار فأعلن المخلصون منهم الاعتكاف... بينما أعلن المستفيدون منهم الانتقام..؟!؟
ثم.. بعد كل هذا كرّس جميع الجهود إلى الداخل.. حتى أصبحنا لا نخون إلا أنفسنا .. ولا نفسق إلا إخواننا... ولا نرفض ولا نقاطع إلا أهلنا...؟!
فهل هذا هو دور دار الفتوى في لبنان..؟!
وهل هذا المطلوب من الدعاة..؟!
إننا نرفع الصوت عاليا للمرة المليون في أذن كل مسؤول وكل داعية وكل مسلم.... 
لقد  آن الأوان لبزوغ الفجر بعدما سيطر الليل طويلا علينا حتى أدمن كثير منا على العتمة...
نعم.. لقد آن الأوان لنسمع أصوات المصلحين الثقاة تتحول إلى أفعال وخطوات واقعية في سبيل رفعة وإصلاح وتطوير دار الفتوى وتصويب مسارها..؟!
وأيضا.. آن الأوان لنرى مرجعية إسلامية فاعلة تعمل لمصلحة المسلمين.. لا لمصلحة فرد أو شخص أو جماعة... على حساب الأمة كلها..؟!؟
فهل سنرى هذا يتحقق..؟! 
أم يا ترى.. سنبقى جسدا بلا رأس.. ويبقى الرأس بلا جسد..؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق